رؤى اتصالات الحركة/تقرير/الإذاعة مباشرة أم تقديمها حسب الطلب
4. الموازنة بين «الإذاعة مباشرة» وبين «تقديمها حسب الطلب»
ذكر عدد كبير من المشاركين الذين تحدثنا معهم مشكلة «مجاعة وسط مائدة عامرة» حينما يكون الأمر هو إيجاد المعلومات التي يحتاجون إليها. من ناحية، يعانون من تكدس معلومات ضخم للغاية. ومن ناحية أخرى، يجاهدون للوصول إلى المعلومات التي يبحثون عنها. قال لنا أحد المشاركين «لقد عملت في منظمات كبيرة حيث كانت لدينا ذات المشكلة. أنشأت المزيد من النشرات الإخبارية والمنتديات وخلافه وبالكاد يطلع عليها أحد لأنهم مشغولين للغاية.» لقد كان الأمر فيضان من المعلومات، إلا أن الأفراد لا زالوا لسبب ما عطشى.
أشارت إحدى المشاركات أن الأمر بطريقة أو بأخرى، إن التعامل مع مشكلة «عطشى الفيضان» هذه هو أمر بنيوي. أن الأمر غير سليم في تصميمه. لأنه في الواقع يوجد نوعين اثنين من حاجات الاتصالات التي يحتاجون إليها.
«المنتديات والنشرات الإخبارية ليست حلول اتصالات جيدة،» قالت لنا ذلك، لأنها تذيع المعلومات. أي أنها تنشر المعلومات على نطاق واسع، معلومات تهم الجميع توزع على جمهور عريض. «إلا أن ما يريده الأفراد فعليًا هو قدرتهم على البحث سريعًا أو استخدام محرك بحث لإيجاد المعلومات التي يريدون وقتما يريدونها.» حسب الطلب.
هذا ما أبحث عنه
أخبرنا المشاركون أنهم يعانون في البحث عن المعلومات التي يريدون حينما يريدونها. يجبرهم هذا على متابعة كثير من القنوات بصفة مستمرة كي يقتنصوا المعلومات قبل أن تضيع. ومنذ أنه ليست ثمة سبل يسيرة لمتابعة مجالات محددة تهمهم، ينتهي بهم الحال يستهلكون كم ضخم من المعلومات – قد تكون ذات صلة بعملهم أو لا تكون – ويشعرون أنهم مثقلين.
“ ” يوجد حمل زائد من المعلومات والاتصالات، في كافة أرجاء الحركة بوجه عام، ليس من المؤسسة وحدها. في بعض الأحيان يوجد الكثير للغاية للدرجة التي تدفعني لإغلاق كافة القنوات، ويشمل ذلك القوائم البريدية وتيليغرام وفيسبوك وخلافه، إلا أنه يوجد أيضًا خشية تفويت آخر الأخبار المهمة. يجب أن يوجد شيء ييسر الاتصالات ومساعدة الأفراد في أن يعلموا ما الذي يجري وفي ذات الوقت لا يشعرون أنهم مثقلين.
في وجود هذا العبء، ذكر المشاركون أنهم يعتمدون على الذاكرة في تذكر آخر الأخبار الماضية أو الدعوات أو المبادرات التي قد تكون ذات صلة بالعمل الذي يؤدونه، وأنهم يعانون أشد المعاناة في إيجاد المعلومات مرة أخرى.
“ ” حتى بالنسبة لي، بعد 14 سنة من الخبرة، أجد أحيانًا صعوبة في إيجاد المعلومات التي احتاج إليها. هل ينبغي أن أبحث عنها على ميتا؟ على مدونة المؤسسة؟ على موقع المؤسسة الشبكي؟ أم في مكان آخر؟ ... ينتابني السرور دائمًا أن لدي أرشيف بريد إلكتروني يغطي 14 سنة، وهو أحيانًا المكان الذي يمكنني أن أجد فيه ما الذي أبحث عنه.
حالات استخدام مختلفة، حاجات متباينة
الإذاعة مباشرة أم حسب الطلب، أو «احتياطيًا» أم «في حينه» كما قال أحد المشاركين، هي حالتي استخدام مختلفتين تمامًا، تساندان حاجتي بشر اثنين مختلفتين. هذين أمرين مكملين لبعضهما البعض، ونظام الاتصالات الجيد يستعين بكليهما.
الإذاعة مباشرة | حسب الطلب |
---|---|
«احتياطيًا» | «في حينه» |
مرئي | يمكن البحث فيه |
مقالة صحفية | فهرس أرقام هاتف |
منشور اختلافات | مقالة ويكيبيديا (حينما يجري البحث عن الموضوع المعين) |
أخبار ليلية | أرشيف أخبار |
ترسل إلى الجميع | ترسل إلى جمهور مقسم أو مجموعة مختارة |
إثقال سبل التواصل
حينما نحاول استخدام أداة واحدة لكلا هذين الغرضين، ينتهي بنا الحال ننشر نشرًا مزعجًا ونثقل سبل التواصل. شدد المشاركون أنه دون وجود مركز للمعلومات تحت الطلب (مثل فهرس يمكن البحث فيه أو منتدى أو مكتب مساعدة أو مركز مساندة أو خلافه)، ينتهي بنا الحال نثقل قنوات الاتصال الوحيدة التي لديهم بمنشورات.
لا يوجد في كثير من قنوات الاتصال التي نستخدمها مخزن جدير بالثقة يمكن البحث فيه، لذا تصبح الإذاعة المباشرة نشر مزعج، حينما يطلب الأفراد معلومات يريدونها هم ولا يريدها الآخرين، ومن ثمّ إعادة الإذاعة، حينما تكرر المعلومات، مما ينتج عنه إثقال القناة أكثر فأكثر. وحينما تصبح القناة مشبعة أكثر من اللازم، غالبًا ما تنشأ قناة جديدة. وهذا الأمر يجعل من مشكلة «القنوات الكثيرة» لدينا تتفاقم، ويجعل هذا الأمر توزيع المعلومات مقسم أكثر فأكثر.
“ ” س: أين نشر [الموضوع 1]؟ ج: حسنًا، إنه منشور في المكان أ والمكان ب. س: أين نشر [الموضوع 2]؟ ج: حسنًا، إنه منشور في المكان ج والمكان د. س: أين نشرت الأمور التي تتناول [الموضوع 3]؟ ج: حسنًا، عليك أن تذهب إلى المكان 5 والمكان 6 والمكان 7 لهذا الغرض.
المعلومات تحت الطلب: مكان واحد لكل الأغراض
يرغب المشاركون من المؤسسة أن تنقل كثير من جهودنا بعيدًا عن «الإذاعة المباشرة» أو الدفع وأن تتجه صوب البحث «تحت الطلب» أو الجذب. على أرض الواقع، قد يبدو هذا الأمر مثل مساحة تحفظ مركزيًا وآليًا الإخطارات والمعلومات وتحتوي على وظيفة بحث قوية. لا يعني هذا أنه لا توجد مساحة لأخبار الحركة برمتها أو سرد القصص أو آخر الأخبار العمومية. هذه الأمور مهمة في ربط الأفراد بمواضيع جديدة قد تكون مفيدة لهم أو أن تمكنهم من الاطلاع على الجديد عمومًا. إلا أننا أيضًا يجب أن نربط الأفراد بالمعلومات التي يحتاجون إليها، وقتما يحتاجون إليها.
تذكر توصيات مشابهة في:
- مشروع تعلم الحركة وتحسين الريادة (2020)
- توصيات استراتيجية الحركة (2020)
- تقرير رؤى الحركة (2020)
- هل يوجد لويكيبيديا مكان في التعليم؟ (2017-2018)
- إرشادات منتجات ويكيميديا